حضرموت بين نداءات الحكم الذاتي وآفاق الدعم السعودي: تطلعات تتجدد نحو تقرير المصير
حضرموت . متابعات _ المحامي صالح عبدالله باحتيلي النعماني _ محام مترافع امام المحكمة العليا
في خضم التحولات السياسية المتسارعة التي يشهدها المشهد اليمني، تبرز حضرموت اليوم كلاعب أساسي يطالب بمكانته المستحقة ضمن معادلة الاستقرار والتنمية. ومع تصاعد الأصوات المنادية بإعادة ترتيب العلاقة بين المركز والمناطق، جاء موقف مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت ليؤكد أن حضرموت لم تعد تكتفي بدور المتفرج، بل تسعى بوضوح إلى انتزاع حقها في الحكم الذاتي، واضعةً سقف طموحاتها عند تقرير المصير.
وفي هذا السياق، عبّر الشيخ عمرو بن حبريش العليي، رئيس حلف ومؤتمر حضرموت الجامع، عن ارتياحه حيال المواقف السعودية الداعمة، مؤكدًا أن حضرموت وجدت في التحركات السعودية الأخيرة ما يشير إلى جدية نواياها وصدق التوجه نحو دعم تطلعات أبناء المحافظة.
وقال بن حبريش في تصريح له:
"لقد التمست الصدق والجدية من القيادة السعودية، وكل ما يبشّر بالخير الواعد، وإن شاء الله نشهد متغيرات إيجابية في هذه الملفات في المستقبل القريب."
وفي رسالة واضحة تؤكد متانة العلاقة بين حضرموت والقيادة السعودية، أضاف:
"حضرموت ستظل سندًا وعونًا لتلك النوايا المخلصة من القيادة السعودية الرشيدة في كل النوائب والمهام، وبما يخدم الجميع ويحقق الاستقرار بكل ألوانه السياسي والأمني والاجتماعي."
إن دعوات مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت ليست دعوات انعزالية، بل تأتي ضمن رؤية شاملة لبناء نموذج حكم رشيد يستند إلى الإرادة الشعبية والإدارة المحلية، في إطار من التعاون الإقليمي والدولي. ومع وجود حليف قوي كالمملكة العربية السعودية، التي أبدت تفهمًا واستعدادًا حقيقيًا لدعم تطلعات الشعوب المحلية، تلوح في الأفق ملامح مرحلة جديدة قد تعيد لحضرموت مكانتها كركيزة للاستقرار والتنمية في جنوب الجزيرة العربية.
تبقى الأيام القادمة حبلى بالتحولات، ولكن ما بات واضحًا اليوم هو أن حضرموت قررت أن تصنع مسارها، وترسم مستقبلها، لا كملحق، بل كطرف فاعل يسعى إلى تقرير مصيره بإرادة سلمية وشراكة استراتيجية.
تعليقات
إرسال تعليق