المحامي صالح عبدالله باحتيلي النعماني
حضرموت اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة تعريف موقعها في الخارطة السياسية . وقد بدا العمل بالفعل وبخطى حثيثة على انتزاع هذا الحق، ليُترجم إلى واقع ، فهناك قيادات حكيمة، وحوارًا جامعًا، وتوازنًا دقيقًا في تسخير كل الجهود في هذا الاتجاه. إن المطالبة بالحكم الذاتي لحضرموت ليست تمردًا على جنوب اليمن وشماله، بل هو طرد للاثنين، بلارحمة وإعادة تعريف العلاقة التي يجب ان تكون ندية، بل اكثر من ندية، حضرموت الدولة صاحبة اليد العليا على الجنوب والشمال معا، نعم، من حق حضرموت أن تحصل على الحكم الذاتي وإذا شاءت إعلان دولتها، ليس فقط كحق قانوني، بل كضرورة أخلاقية، لإعادة ترتيب منزلة الكيانات التي استعلت على حضرموت فجعلتها قرية، نعم انها ضرورة لاعادة ضبط وحذف الكيانات امام حضرموت العظيمة، وأنهى العلاقة بها، شعب حضرموت اعلن عن موقفه وحقه المشروع في السعي نحو إدارة محافظته بشكل ذاتي، يضمن كرامته، ويصون مصالحه، ويُعبّر عن تطلعاته المشروعة مستقبلا في تقرير مصير حضرموت.
اذا حضرموت تتجه نحو قيام دولة اسرع بكثير مما تتصوره الأطراف اليمنية المتصارعة شمالا وجنوبا، ولن يكون هناك من وقت كاف لتلك الأطراف لتستعيد أنفاسها للهجوم مجددا على حضرموت، ومن لم يحترم حق حضرموت في تقرير مصيرها لن يكون مرحبا به في المستقبل، انا ليست فوضى خيارات لقد انتهى الامر، وانها ليست رغبة عابرة ولا حُلماً مؤجلاً، بل مسار واضح المعالم ومشروع تتكامل أركانه يومًا بعد يوم. أما من لازال يتباكى على وحدة جنوبية، فعليه ان يكون ممتن لحضرموت التي اطعمته خمسين سنة، ثم ان عليه ان يكون مستعدا للفطام،، نعم لقد حان وقت الفطام ، اليوم يقف الحضارم أمام لحظة تاريخية. هي مشروع قيام دولة حضرموت، مشروع لا رجعة عنه، وقد بدأوا بالفعل وقادرون بتروٍّ على بناءه وصياغته بذكاء، وقادرون على خلق توافقات داخلية، وتحالفات إقليمية تُبنى على حسن الجوار. لحضرموت من المقومات ما يكفي لتكون كيانًا قائمًا بذاته، مساحة شاسعة تمتد من رمال صحراء الربع الخالي الى المهرة شرقا، الى عاصمتها التاريخية ميفعة غربا إلى سواحل بحر العرب وسقطرى،، وموارد طبيعية، موانئ بحرية، ورصيد تاريخي كدولة مستقلة منذ القدم .
الذعر الذي أصاب تلاميذ ماركس ولينين كان غير عادي ، والهجوم العشوائي ضد إرادة شعب حضرموت، هو مضيعة للوقت والجهد الجنوبي ليس الا، ومؤسف جدا، لانه لم يكن له مثيل، ولم يترك للود في المستقبل بين حضرموت والجنوب محل ، على خلاف مواقف بقية المحافظات التي احترمت إرادة شعب حضرموت، ، فما قيل عن قضية وقادة حضرموت، من خلا حساباتهم الوهمية باسما حضرمية. وماقيل من قادتهم عن التلويح بشعار الوحدة او الموت مع حضرموت وعن الأصل والفرع من أكاذيب وتضليل خلال شهر، اكثر مما قيل خلال خمسة عشر سنة، عن بطلان دعوات الوحدة او الموت ودعوات الأصل والفرع مع اليمن، لقد كانت مروءة هؤلاء اكثر سقوطا وانحطاطا ، ولم تعد انعكاسا لصدق النفس ونُبلها.
المحامي صالح عبدالله باحتيلي النعماني

تعليقات
إرسال تعليق