القائمة الرئيسية

الصفحات

حضرموت بين واقع المعاناة وحلم الاستقرار

 



حضرموت بين واقع المعاناة وحلم الاستقرار

ما تزال حضرموت تعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار منذ عقود طويلة، وسط تعقيدات سياسية وتدخلات من الأطراف اليمنية الجنوبية والشمالية  أثرت سلبًا في شؤونها الداخلية، لتجد نفسها اليوم في مواجهة من جديد مع عساكر الجنوب الذين يقاتلون لاعادتها مرة اخرى للمربع الاول ، بينما يعيش أبناؤها فقدان الأمل في الأمن وتحسين الخدمات وتوفير أبسط مقومات الحياة الكريمة تحت سلطتهم.

الكهرباء منقطعة، والمرافق العامة متهالكة، والرواتب متأخرة، ومعيشة الناس تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، في ظل تفشي الفساد في مؤسسات الدولة وتراجع فرص العمل، حتى أصبح الفقر والقهر واقعًا يوميًا يعيشه المواطن الحضرمي، فيما تستغل بعض الفئات نفوذها لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب معاناة الناس.

لقد مرّ أكثر من نصف قرن على حضرموت دون أن تنعم باستقرار حقيقي أو تنمية مستدامة، بل تتكرر المآسي مع كل مرحلة سياسية جديدة، ويبقى الخاسر الأكبر هو المواطن — سواء في الداخل أو في بلاد الاغتراب. فمنذ عام 1967 وحتى اليوم، عانت حضرموت من صراعات وانقسامات الأطراف المتصارعة في اليمن، سواء تحت راية دولة الجنوب أو في ظل دولة الوحدة، دون أن يتحقق حلم الأمن والازدهار.

اليوم، لايريد الحضارم الباق مجددا تحت هيمنه شطري اليمن ولو اعطي لشعبها الخيار ، لاختار غالبية أبناء حضرموت الانضمام إلى المملكة العربية السعودية، بحثًا عن مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا، وهروبًا من دوامة الأزمات التي لم تنتهِ منذ عقود.

لقد أثبتت الملكية العربية السعودية، قدرتها على تحقيق الاستقرار والنمو والازدهار في مختلف المجالات، في حين فشلت معظم الأنظمة الجمهورية التي أنهكتها الصراعات السياسية والتنافس على السلطة والمناصب، فانعكست تلك الصراعات على الشعوب فقرًا وانقسامًا وانهيارًا اقتصاديًا.

 

قد يرى البعض أن من يدعو إلى الارتباط بالمملكة العربية السعودية يفتقر إلى الحس الوطني، لكن الحقيقة أن من يسعى لوطن آمن ومستقر وكريم هو الأشد وطنية وإخلاصًا لأرضه وشعبه. فالحضارم لا يبحثون عن هوية بديلة، بل عن دولة تحقق لهم الأمن والكرامة، وتعيد إليهم مكانتهم التاريخية والاقتصادية، في ظل روابط وثيقة تجمعهم بالمملكة — روابط الدين والجوار والدم والمصير المشترك.

لقد آن الأوان أن يُسمع صوت حضرموت، وأن يُنظر بجدية إلى مطالب أبنائها الذين ضاقوا ذرعًا بالوعود والمماطلات، وحلمهم اليوم لا يتجاوز حقهم المشروع في العيش بسلام وكرامة .

المحامي صالح باحتيلي النعماني

أنت الان في اول موضوع
author-img
هذه مؤسسة تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان واحترامها ونشر ثقافتها طبقاً للمعايير الدولية

تعليقات

مواضيع ذات صلة
التنقل السريع