القائمة الرئيسية

الصفحات

بصمات ورثة المشروع الماركسي



النجاة من الغدر: العميد سالمين السيباني وقضية حضرموت في مرمى الاستهداف

المحامي صالح باحتيلي النعماني _ محام مترافع امام المحكمة العليا

في حادثة تعكس حجم التحديات والمخاطر التي تواجهها حضرموت في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها، نجا العميد الركن سالمين الجويد بارشيد السيباني، قائد لواء أول حماية حضرموت، من محاولة اغتيال غادرة تعرّض لها أثناء تأديته لواجبه الوطني والديني. وفيما نرفع أكف الدعاء حمدًا لله على سلامته، فإننا نقف وقفة وفاء وإجلال لمرافقه البطل الذي ارتقى شهيدًا، مدافعًا عن تراب حضرموت وكرامتها وحقوقها.

لم تكن هذه المحاولة الجبانة مجرد استهداف لشخصية عسكرية مرموقة، بل هي حلقة جديدة في سلسلة طويلة من محاولات اغتيال المشروع الحضرمي، الذي يسعى إلى نيل حضرموت مكانتها التي تستحقها في الأمن والقرار والثروة. فالعميد السيباني، المعروف بمواقفه الواضحة والصريحة في دعم مشروع الحكم الذاتي لحضرموت، أصبح هدفًا معلنًا للقوى المتشددة الجنوبية، التي ترفض أي كيان مستقل خارج عباءتها.

ورثة المشروع الماركسي... أعداء اليوم

إن ما شهدته حضرموت اليوم ليس إلا تأكيدًا جديدًا على أن أكبر خصومها ليسوا غرباء، بل أولئك الذين ورثوا الخطاب الماركسي وارتدوا عباءة الوطنية الزائفة، بينما يضمرون الولاء للتبعية والفوضى. لقد بات واضحًا أن المتشددين الجنوبيين هم العائق الحقيقي أمام أي مشروع حضرمي مستقل، وهم الذين يرون في حضرموت مجرد ورقة تفاوض أو حقل نفط لا أكثر.

إن استهداف العميد السيباني، المعروف بمصداقيته وقربه من هموم أبناء حضرموت، هو استهداف لكل حضرمي شريف يرفض التبعية والفساد، ويؤمن بأن حضرموت قادرة على أن تدير شؤونها بعيدًا عن سطوة المكونات المسلحة أو الحسابات الحزبية الضيقة.

دعوة للثبات والاصطفاف الحضرمي

في ظل هذا التصعيد، لا بد للحضارم أن يعوا خطورة المرحلة، وأن يلتفوا حول قضيتهم المركزية، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والمشاريع الوهمية. إننا اليوم أمام اختبار حقيقي لوحدة الصف الحضرمي، وإن استمرار هذه المحاولات الغادرة لن يزيد الأحرار إلا تمسكًا بمشروعهم، وإيمانًا بعدالة قضيتهم.حضرموت اليوم مطالبة بأن تقول كلمتها، لا بالنيابة عن أحد، بل بصوتها هي، وبمشروعها هي، الذي يليق بمكانتها، ويحترم حقها في تقرير مصيرها. لقد آن الأوان لأن يُكتب تاريخ جديد، يكون عنوانه: حضرموت لأهلها، بقرارهم، وبإرادتهم الحرة.

وسط هذا الواقع المتغير، تبرز قوى حضرمية منظمة وواعية، تعمل بخطى حثيثة نحو مشروع وطني خالص، مشروع يُنقذ حضرموت من عبث الأطراف المتصارعة، ويعيد لها حقها في إدارة شؤونها بنفسها، بدءًا بإعلان الحكم الذاتي كمرحلة انتقالية، ووصولاً إلى حق تقرير المصير وفق ما يكفله القانون الدولي، والتاريخ، والمنطق.

على أبناء حضرموت، بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، ان يعوا ان الحرب بدأت على حضرموت، وعليهم بالوقوف صفًا واحدًا إلى جانب مشروع حضرموت، ودعم قيادتها الوطنية، وفي مقدمتهم العميد السيباني، الذين أثبتوا أنهم في قلب الميدان، يدفعون الثمن غاليًا دفاعًا عن حضرموت



author-img
هذه مؤسسة تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان واحترامها ونشر ثقافتها طبقاً للمعايير الدولية

تعليقات

مواضيع ذات صلة
التنقل السريع