الأدوات
الرخيصة لا يصنعون مستقبل الشعوب… وحضرموت ليست مائدة للمساومة
منذ
اللحظة الأولى التي خرجنا فيها في الصفوف الأمامية لثورة الجنوب ضد نظام صنعاء،
كنّا نحمل أحلامًا صافية وقلوبًا مؤمنة بحق الشعوب في الحرية والكرامة. لكن
التاريخ سجّل — ولن ينسى — أن أغلب قادة المجلس الانتقالي الحاليين لم يكونوا سوى
أدوات رخيصة، يتاجرون بمعاناتنا في تلك الأيام لصالح النظام الذي كنا نثور عليه.
كانوا وقتها يعقدون الصفقات في الظلام، فيما نحن كنا نقدّم التضحيات في وضح
النهار.
وحين
سقط نظام صنعاء، شاهدنا هؤلاء المتسلقين
أنفسهم يقفزون إلى الصفوف الأولى في قيادة المجلس الانتقالي، وكأنهم أصحاب الفضل،
والنتيجة كانت كارثية: عدن، التي كانت عاصمة الأمل، تحولت على أيديهم إلى أقل من
قرية، لأن عقيدتهم ليست التحرير ولا البناء، بل الارتزاق وتنفيذ أجندات الغير.
اليوم،
احترقت أوراق كل قيادات الانتقالي، بما فيهم الزبيدي نفسه، ولم يتبقَّ لهم سوى
الاستعانة بـ"أبناء الضاحية الجنوبية" من بيروت، وكأنهم يريدون اشعال
فتنه لاغير ، لانهم قد يئسوا من السيطرة على حضرموت. فكان أول اجتماع لهذه الأداة
الجديدة، ابن الشيخ بوبكر ابن الضاحية، قد بدأه بكلمة هزيلة: "هيك
بنكون". لقد تم اعداده وتلقينه كل الحركات والسكنات والكلمات.
لكن
ليعلم هو ومن أرسله أن حضرموت ليست في جيب أحد، وأن قضيتنا في الحكم الذاتي وتقرير
المصير أكبر من أن توقفها أدوات مأجورة. قد يكلفوننا وقتًا وجهدًا إضافيًا، لكن في
النهاية، سيعودون إلى الصف الحضرمي، لكن بكل اسف سيكونون أذلاء أمام إرادة شعب حرّ
يعرف تمامًا ماذا يريد. حضرموت لن تُحكم " بهيك بنكون" ، ، ولن تُقايض
على طاولة السياسة الرخيصة. هذه أرض الرجال، ومن يواجهها بسلاح الارتزاق، سيتلقى
هزيمة بيد شعبها.
المجلس
الانتقالي اليوم يختبر صبر حضرموت، متوهمًا أن المشرفين الذين يرسلهم لادارة
السلطة المحلية وإدارة جامعة حضرموت وإدارة الامن قادرون على كسر إرادة شعبٍ عُرف
بالحكمة، والصبر، والقدرة على النهوض في وجه كل محاولات الإقصاء. لكن الحقيقة التي
يتجاهلها هي أن الحضارم إذا اجتمعوا، تحطمت أمامهم كل محاولات التهميش، وأن مشروع
الحكم الذاتي لحضرموت أكبر من أن يُدفن تحت أقدام المغامرين السياسيين.
المحامي صالح عبدالله باحتيلي
تعليقات
إرسال تعليق